سحر الإمتنان: كيف يكون الإمتنان حافزًا قويًا بداخلنا؟

سحر الإمتنان: كيف يكون الإمتنان حافزًا قويًا بداخلنا؟

 

أهلاً وسهلاً عزيزي القارئ, وشكراً لك في كل مرة تصل فيها إلى مدونتي المتواضعة، وبلا إطالة في المقدمة سأقدم لك مقالة قصيرة رائعة عن الإمتنان تحفزك على البحث عنه والشعور الطيّب من خلاله.

 

هل أنت مستعد؟ فلنبدأ إذاً بعضاً من العمومية الهامة عن الإمتنان، فالإمتنان؛ هو الشعور الإيجابي بالعُرفان أو الشكر المصاحب للنعم التي أضاءت قلبك عليه.

 

فقد تكون ممتنًا للمدير الذي كافئك بمكافأة لم تكن تنتظرها، أو ممتنًا لأخوك الذي يعد لك صباحيًا كوب قهوتك المفضّلة!

 

لذا فالإمتنان يتوجّه لأي شيء ممكن، وقيل كذلك أن سُقيا الإمتنان تدّرب الروح على السمو! -أنا من قلت في الحقيقة!-

 

نصل لنقطة مفادها أن الإمتنان شُعلة من شعلات القلب كما الحب، عدا أن الإمتنان -كما قلت سابقًا- يستطيع أن يكون متوجهًا لكل شيء، وبنفس الدقّة الشعورية الرائعة.

 

ويتمثل الإمتنان كحالة تبجيلٍ للمشاعر المحسوسة -التي هي موضوعُ الإمتنان- المُوصلة لطرف إدراكٍ داخلي مفاده أن "الإمتنان يُعزز الخصال الإنسانية، بل ويبلورها بطريقة راقية تجعل لشخصية الإنسان نغماً ووهجاً خاصّين فيه."

 

الإمتنان هو صدى المشاعر الإيجابيّة عندما تنهي ذروتها فيبقى أثرها راسخًا داخل القلب كشعور عميق بالشبع والراحة، كما أنه بوابة سحريّة داخل النفس البشريّة ينفذ من خلالها الخُلق الرفيع. فالإمتنان بلا شك، كمعمل خيميائي تتحول فيه العاديّات إلى مُحفزات حياة.

 

بعدما عرفنا عن الإمتنان قليلاً، مارأيك أن تجرب تطبيقًا عمليًا من ثلاث خطوات فقط؟ وستكون ممتنًا لي في النهاية!

 

الخطوة الأولى: الإنتباه

 

بدايةً عليك أن تجرب قياس مشاعرك اليوميّة، هل هي سطحية في أغلب الوقت؟ أم أنك عالق في حالاتٍ مزاجيّة لا تمكنك من الإحساس بشعورٍ عميقٍ ما؟

مهما كانت إجابتك، لاتقلق، فستتوضح لك الأمور في هذه الخطوة والذي عليك فيها أن تقوم بالإنتباه وحسب. فالإنتباه يضبط حالاتك ليتسنى لك التركيز على الخطوة التالية من تمريننا.

 

لكن تذكّر؛ لاتحاول الضغط على نفسك، فالنفس كالفراشة، أي حركة مُباغتة لها تجعلها تبتعد عن النقطة التي نريدها أن تهبط عليها.

 

الخطوة الثانية: زيادة الوعي

 

وفي هذه الخطوة سننتقل من الإنتباه إلى رفع الوعي تدريجياً، وذلك بتحويل إنتباهك المسبق إلى تركيز، وعليك الآن أن تركز على كل الإيجابيات التي يمكنك عدّها [أنظر لنفسك أو لما حولك] إستذكر كل الإيجابيات التي تريد جلب شعورك بالإمتنان إليها، وقم حتى بالتعمّق وتفريعها لإيجابيات أخرى. ولك الطريقة الحرة في ذلك؛ إما ان تكتبها أو تكتفي بعدها ذهنياً كخراف النوم.

 

ركّز ايضًا على "إرجاع القيمة" والذي يعني إرجاع كل ملاحظاتك عمّا هو إيجابي إلى قيمك المُثلى بالحياة، فإن رؤية القيمة العُليا وراء كل إيجابية، يساعدك على تعزيز الشعور الإيجابي بالإمتنان لتشعر حقاً أنك تسير وفقاً "لخُطّتك الروحيّة"!

 

إبني بعدها حديثًا عن القيمة، تحدث عن القيمة لنفسك وما الذي تشعرك به من أحاسيس، وأخبر نفسك لماذا الإيجابيات الراجعة لهذه القيمة منعشة بالنسبة إليك؟ فعندما تنفذ من إيجابية لأخرى ولمصفوفة ضخمة من الإيجابيات سينتهي بك الأمر مواجهًا لتلك القيم الهامة في حياتك. وهذا الفرع من التمرين مهم، لكي تلتقي بقيمك التي لا تعرفها وتعززها ايضاً. كما أنك عندما تلمس طرف القيمة، ستلمس الإمتنان معه.

 

وفي هذه الخطوة ايضًا، ستتعلم بناء الأسئلة الإرشادية بطريقة إيجابية. 

 

أمثلة على ذلك:

 

• كيف يمكنني فتح قلبي للحياة بكل تفاصيلها الجميلة؟

• كيف يمكن أن يساعدني شعور الإمتنان في حياتي؟

• كيف ممكن أوزع شعور الإمتنان لأكثر الأجزاء أهمية في حياتي؟

 

وفي هذه الجزئية ستسترشد وتهتدي بمشاعرك، فأنت الآن قد وصلت إلى وجهة بوصلتك المشاعريّة.

 

الخطوة الثالثة: عش الحالة كما هي

 

وفي هذه الخطوة أيما حدث معك عليك قبوله تماماً دون تلك التوقعات التي قد تكون توقعتها في البداية، فليست تلبية التوقعات هي هدفنا من الإمتنان.

 

فحتى إن لم تمر في الخطوات الماضية بالمراحل المنشودة، هذا لايعني ابداً أنك فشلت بالشعور بالإمتنان!

 

في الحقيقة، لا أحد يفشل بالشعور بالإمتنان، بل هنالك معوقاتٌ تتفتت عند كل محاولة تعتقدها فاشلة، وهذا بحد ذاته إيجابي! أعد تكرار التمرين مرة أخرى، وحاول أن تتخلص من أخطاء المحاولة الأولى؛ كالضغط على نفسك أو إجبارها على الشعور بالإمتنان، أو فرغ أي مشاعر سلبية معادية للإمتنان كي تحظى بأفضل تجربة عنوانها الإمتنان. هذه هي الوصفة، جرّب الأدوات التي تريد وأمضِ في تطبيقها! 

 

آمل أنك استمتعت في مقالتنا عن الإمتنان، وألقاك في مقالة أخرى.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصّة طبيب في مصحّة - الجزء الثاني

قصّة طبيب في مصحّة - الجزء الأول

القصة القصيرة الفائزة بمسابقة بيت السرد 2021 : قصة بعثُ فكرة