ملخص كتاب علم النفس: الإنسان والبحث عن المعنى


 هنا ملخص مختصر لكتاب علم النفس - الإنسان والبحث عن المعنى للمؤلف ڤيكتور فرانكل:

 

‏• قصّة المؤلف فيكتور فرانكل: قبل إنشاء مدرسته المتمثلة بالتداوي بالمعنى تعرض فيكتور لتجارب مؤلمة تتمثل بالإعتقال في معسكر للنازيين لمدة ثلاث سنين، وفي بدايات إعتقاله زادت عليه الضغوط وتعرض لأبشع المناظر والتجارب الإنسانية، فأشار لفقدانه لمخطوطة هامة كان يعمل عليها وفقدانه لأخبار زوجته (وهذان الأمران الأساسيان اللذان ساعداه على تكوين معناه الخاص لاحقاً).

 

وكان البؤس مثلما قد يتصور ذهن أي ذهين طاغياً، وكانت الظلمة أحلك من أي كهف يقبع خارج معسكر الإعتقال. كما أن نسبة النجاة كانت ضئيلة جدًا [واحد على ثمان وعشرون!] -حسب الإحصائيات الدقيقة- وبوجود غرف الغاز (غرف يتم التخلص من السجناء فيها) كان من الصعب فعل أي شيء آخر سوى التوتر!

 

لكن فيكتور كان يستفيد من أي قصاصات ورق لتسجيل أفكاره الرئيسية للمخطوطة محاولاً إعادة كتابتها. فعندما كان سجيناً كان قد تخصص في طب النفس والأعصاب، وقد حاول أن يفعّل تخصصه داخل أسوار السجن لينشر الأمل.

 

قال فيكتور عن زوجته بما لايمكنني إلا إقتباسه: "لقد أذهلتني الفكرة: لأول مرة في حياتي رأيت الحقيقة كما تغنى بها الشعراء وتتمثل هذه الحقيقة في أن الحب هو الهدف النهائي الأسمى، فهمت كيف أن انساناً لم يبق له شيء في هذا العالم مازال يعرف النعيم ولو في لحظة قصيرة في تأمل محبوبه"

 

ذكر فيكتور فائدتان عظيمتان للحب: واحدة للإنسان المُحب، وأخرى للمحبوب. فالمُحب قادر على أن يملك معنى خاص أثناء عيش رابط الحب. أما المحبوب قادر على أن يستفيد من خبرات مُحبه فيستطيع المُحب أن يحرك فيه إمكانياته الكامنة لما إمتلكه من حكمة حبٍ؛ سبرت أغوار المحبوب وإستبطنت روائعه!

 

‏• أهمية وجود معنى: يقول فيكتور أن الحياة مليئة بالمعاني اللامتناهية، وأن هنالك معنى في أي ظرف كان حتى في الإحتضار أو الموت. كما أنه جعل المعنى قوة تحفيزيّة للإنسان في حياته تسبب له توتراً صحياً بين منطقة ما أنا عليه الآن وما سأكون عليه.

 

‏• أهمية وجود معنى: والجدير بالإشارة أن المعنى لايعني السعادة المجردة. بل الحالة النشطة بين المنطقتين المذكورتين سلفاً.

 

‏• ضحايا اللامعنى: تحدّث فيكتور أيضاً عن شخصيات في معسكرات الإعتقال فقدوا أملهم ليموتوا بسبب حالة من اللامعنى. فالآمال المستقبليّة العنيفة كالتحرر في يوم معين كما حَلم أحد السجناء؛ سببت له صدمة نفسية وجسدية توفي على أثرها. 

 

‏ - الدرس: ليست القوة في الأمل، 

‏بل في إيجاد معنى!

 

‏• الإحباط والفراغ الوجودي: يصيب العاملين ذوي الحياة الممتلئة بالعمل الشغول شيء من الإحباط والملل أثناء لحظات فراغهم ويكون هذا بسبب فقد المعنى لتلك الأوقات تحديدًا. أما التساؤولات الوجودية فلا يعتبر فيكتور أنها مشكلة أو مرض نفسي.

 

‏• المسؤولية والمعنى: المسؤولية كما ذكر فيكتور هي جوهر الوجود الحقيقي، فالمسؤولية هي إعترافك بأنك كائن عاقل واعي ذو حياة خاصة تفسّر معانيك بطريقة وشكل خاص. وكما أرفق من إقتباس مأثور [عش وكأنك تعيش بالفعل للمرة الثانية].

 

‏• طرق إكتشاف المعنى في الحياة: 

١. إبتكار شغل أو القيام بعمل 

٢. من خلال الشعور بشيء ما أو لقاء شخص ما 

٣. بالموقف الذي نتخذه تجاه المعاناة التي لا مفر منها

 

‏رسائل فيكتور فرانكل المعنويّة: 

 

‏▪️ طبيبك النفسي لايستطيع أن يحدد معنى حياتك، ولا يمكن التحدث عن حياتك بطريقة عامة. 

 

‏▪️ أنت وحدك من تختار وتتحدث عن معاني حياتك. 

 

‏▪️ أنت حالة فريدة في الكون، وعليك أن تسلّم أنك مسؤول حتى عن معاناتك وتفردك بمعانيك.

 

‏• ملاحظات لغير المتخصصين:

‏أشار فيكتور لأهمية عدم إعتبار العلاج بالمعنى وعظ أو ماشابهه. فكما وصف أن المعالج بالمعنى كطبيب العيون يوسّع إدراك العين المتضررة لمجال رؤية أشمل لتستطيع _أنت وحدك_ تحديد معانيك الخاصة.

 

‏• ملاحظات لغير المتخصصين:

‏في العلاج بالمعنى يحدث الأمر بطريقة مغايرة عن مدرسة التحليل النفسي. فالعلاج بالمعنى يعطي المريض فضاءً يلونه كما يحلو له من ألوان ويرسم مايرسمه من أشكال. فالمريض هنا، يختار مسؤولياته ولا يتم تحديد المسؤوليات تلك من خلال الطبيب نفسه.

 

إنتهى بُحب، وكشخص يهوى مدرسة العلاج بالمعنى أتمنى أن نجد لها ساحةً داخل الطب النفسي المعترف. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصّة طبيب في مصحّة - الجزء الثاني

قصّة طبيب في مصحّة - الجزء الأول

القصة القصيرة الفائزة بمسابقة بيت السرد 2021 : قصة بعثُ فكرة