فلنُعزي ريانا: التأثير السلبي للتضخم الإعلامي

فلنُعزي ريانا: التأثير السلبي للتضخم الإعلامي 

قبل خمسة أيام تقريبًا أُعلنت وسائل الإعلام أن هنالك طفل مغربي يدعى ريان سقط في بئر في إحدى المناطق المغربية، مما جعل الناس يتفاعلون بتعاطف مع قضيته ومكابد طفولته المفاجئة. ومن ليس جديد على الواقع، يعرف أن هنالك الكثير من الحالات المشابهة أذكر منها الطفلة لمى في السعودية تغمدها الله برحمته.

 

عندما سقط ريان في البئر شهقت القلوب وكأنها حبيسة مع أنفاسه داخل البئر، فالضيق الذي وقع فيه الطفل يمثل رعبا لنا جميعاً، ويمثل مخاوفنا من السقوط بلا القدرة على العودة -على الأقل- للحافة. 

 

تضخم التفاعل حتى بدأت الشائعات تشيع، والمفبركين يفبركون، والمتاجرين يتاجرون بقضيته. وبدأ العالم بفعل تأثير الإعلام المرئي بإنتاج مسلسل مبني على قصة واقعية وبأحداث مباشرة، مما جعلني شخصيًا أشمئز من تدهور الأحداث مع تدهور حالة الطفل. 

 

لم أشعر أنه من المعقول، بل والإنساني، أن يتم تصوير تحركات والدي الطفل والتجوّع لتصاريح طاقم العمل المجتهد وإطعام الترقب الجائع في مواقع التواصل الاجتماعي! فالإعلام دائما مايطعم نفسه اللقمة الأكبر، أثناء إطعامه للعامة. فيتضخم ويخرج عن نطاق السيطرة، مما يدفع العامة بدورهم للخروج عن نطاق سيطرتهم. لكن الحقّ دائماً مايحقّ؛ فللتفاعل المُثار أثاره العظيمة، والذي هو بشهادة الجميع أصبح جامعاً وموحداً لكل القلوب العربية بل وللإنسانية أجمع! 

 

رحل الطفل ريان رغم الجهود الدقيقة، لكنه أتم رسالته الثمينة على الأرض وحملته السماء الواسعة من ضيق بئر إلى وديعة الله الآمنة. 

كامل العزاء لكل الشعوب العربية والإسلامية. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصّة طبيب في مصحّة - الجزء الثاني

قصّة طبيب في مصحّة - الجزء الأول

القصة القصيرة الفائزة بمسابقة بيت السرد 2021 : قصة بعثُ فكرة