قصّة طبيب في مصحّة - الجزء الثاني
زادت الأمور فوضى بعد تناقص موظفي القسم لسبب مجهول بالنسبة لموظف جديد، وحينما تحريت عن الأمر، علمت أن الموظفين يحتجون على المرضى العنيفين الذين يسببون لهم إيذاءات كبرى. لحسن الحظ أن المسن الذي تحت رعايتي، مُجرد غريب أطوار داخل رأسه، إنه لا يصرخ أو يقاوم، حتى وإن ساورته بعض الإنفعالات من حين لآخر. جلست في الظهيرة أمام باب غرفته، واستلقيت برأسي على المكتب الصغير، وأخذت غفوة لا أعرف كم مدتها… رن جرس التحذير وبدا اللون الأحمر يخترق مقلتي، لقد كان مريضًا آخر يحاول طعن طبيبه. وحينما ذهبت للإطمئنان على العجوز، وجدته جالسًا على طرف النافذة العالية، ويا للغرابة أنها كانت مفتوحة! بدا وكأنه سيقفز في أي لحظة، لكنه عوضًا عن هذا، سينتظر القفزة أن تفعله لا ان يفعلها. بت أعرفه! ولجنونه أعتقد أنه يريد ذلك ولكنه محبوس في عجزه. وعندما حان وقت الجرعة المسائية، وجدته مستلقيًا، كفيل ضخم نجح سوط البشر في ترويضه، اقتربت منه دون أن أنبس بكلمة وباشرت الإجراءات الروتينية. لف مضجعه ليقابل وجهي، ثم تمتم بوقاحته المعهودة: أنت تعيس، أتدري؟ ولن تستطيع أن تنفي، فأنت كسائر البشر، محبوس في هذا النظام الي